خطبة الجمعة بعنوان : الدفاع عن الأوطان بين الواجب العيني والكفائي وعِظم الجزاء ، للدكتور محمد حرز
خطبة الجمعة القادمة بعنوان : الدفاع عن الأوطان بين الواجب العيني والكفائي وعِظم الجزاء ، للدكتور محمد حرز ، بتاريخ 14 رجب 1445هـ ، الموافق 26 يناير 2024م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 26 يناير 2024م بصيغة word بعنوان : الدفاع عن الأوطان بين الواجب العيني والكفائي وعِظم الجزاء ، للدكتور محمد حرز.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 26 يناير 2024م بصيغة pdf بعنوان : الدفاع عن الأوطان بين الواجب العيني والكفائي وعِظم الجزاء ، للدكتور محمد حرز.
عناصر خطبة الجمعة القادمة 26 يناير 2024م بعنوان : الدفاع عن الأوطان بين الواجب العيني والكفائي وعِظم الجزاء.
أولًا: مصرُ في قلوبِنَا وعيونِنَا.
ثانيًا: الدفاعُ عن وطنِنَا واجبٌ على الجميعِ.
ثالثــــًا: شتانَ شتانَ بينَ الوطنيةِ الحقيقةِ وأدعياءِ الوطنيةِ!!!
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 26 يناير 2024م بعنوان : الدفاع عن الأوطان بين الواجب العيني والكفائي وعِظم الجزاء : كما يلي:
الدفاعُ عن الأوطانِ بينَ الواجبِ العينِي والكفائِي وعِظَمِ الجزاءِ
د. محمد حرز بتاريخ: 14 رجب 1446هــ 26 يناير 2024م
الحَمْدُ للهِ الذِي مَنَّ عَلَينَا بِوَطَنٍ مِنْ خِيرَةِ الأَوطَانِ، وَنشَرَ عَلَينا فِيهِ مَظَلَّةَ الأَمَانِ و الاستِقْرَارِ ، الحَمْدُ للهِ القائلِ في محكمِ التنزيلِ: ﴿ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِين﴾ يوسف: 99، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وليُّ الصالحين، وَأشهد أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وصفيُّهُ مِن خلقِهِ وخليلُهُ، القائلُ: (عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ الله، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ الله) رواه الترمذي، فاللهمَّ صلِّ وسلمْ على مسكِ الختامِ، وخيرِ مَن صلَّى وصام، وتابَ وأنابَ، ووقفَ بالمشعرِ ،وطافَ بالبيتِ الحرامِ، وعلى آلهِ وصحبهِ الأعلامِ، مصابيحِ الظلامِ، خيرِ هذه الأمةِ على الدوامِ، وعلى التابعينَ لهم بإحسانٍ والتزام.أمَّا بعدُ: فأوصيكُم ونفسِي أيُّها الأخيارُ بتقوىَ العزيزِ الغفارِ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (آل عمران :102).
عبادَ الله: (الدفاعُ عن الأوطانِ بينَ الواجبِ العينِي والكفائِي وعِظَمِ الجزاءِ )،عنوانُ وزارتِنَا وعنوانُ خطبتِنَا
عناصر اللقاء :
أولًا: مصرُ في قلوبِنَا وعيونِنَا.
ثانيًا: الدفاعُ عن وطنِنَا واجبٌ على الجميعِ.
ثالثــــًا: شتانَ شتانَ بينَ الوطنيةِ الحقيقةِ وأدعياءِ الوطنيةِ!!!
أيُّها السادةُ: ما أحوجنَا في هذه الدقائقِ المعدودةِ إلي أنْ يكونَ حديثُنَا عن الدفاعِ عن الأوطانِ بينَ الواجبِ العينِي والكفائِي، وخاصةً وأنَّ مصالحَ الأوطانِ مِن صميمِ مقاصدِ الأديانِ، وأنَّ الحرَّ الشريفَ يفتدِي وطنَهُ بنفسِهِ ومالِهِ وبكلِّ ما يملكُ، وخاصةً وأنَّ تقويةَ شوكةِ الدولةِ الوطنيةِ والدفاعَ عنهَا واجبٌ شرعيٌّ ووطنيٌّ، وأنَّ على كلٍّ منَّا أنْ يدافعَ عن وطنِهِ مِن موقعِهِ جنديًّا كان أو شرطيًّا أو كاتبًا أو مفكرًا أو إعلاميًا، فالدفاعُ عن الأوطانِ في كلِّ مجالٍ مِن فروضِ الكفاياتِ، وقد يصبحُ فرضَ عينٍ على مَن يكلفُ بهِ أو ينتدبُ لهُ وحالَ تعرضِ الوطنِ للأخطارِ، وخاصةً ووطنُنَا في حاجةٍ إلى سواعدِ الجميعِ في البناءِ والاستقرارِ والتنميةِ والتقدمِ والرقيِّ والازدهارِ كلُّ في مجالِهِ وتخصصهِ، وخاصةً وأنَّ مصرنَا الغاليةَ مستهدفةٌ مِن الداخلِ والخارجِ مِمَّن يريدونَ النيلَ منها ومِن أمنِهَا واستقرارِهَا؛ لتعمَّ الفوضَى والخرابُ والهلاكُ والدمارُ، ولا حولَ ولا قوةَ إِلّا باللهِ. وخاصةً والحديثُ عن الأوطانِ شيقٌ وممتعٌ وجميلٌ وسألُوا مَن تغربَ في بلادِ الغربةِ عن اشتياقهِ وحبهِ لوطنه.
العنصر الأول من خطبة الجمعة بعنوان : الدفاع عن الأوطان بين الواجب العيني والكفائي وعِظم الجزاء
أولًا: مصرُ في قلوبِنَا وعيونِنَا.
أيُّها السادةُ: بدايةً لن نملَّ مِن الحديثِ عن وطنِنَا؛ لأنّنا مِن غيرهِ لا قيمةَ ولا وزنَ لنَا، وحقُ الوطنِ والدفاعُ عنه دينٌ وإيمانٌ وإحسانٌ نقولُهَا بملءِ الأفواهِ، وكيف لا؟ وحبُّ الوطنِ مِن هدىِّ النبيِ العدنانِ ﷺ والنبيين الأخيارِ، والدفاعُ عن الوطنِ مطلبٌ شرعيٌ، وواجبٌ وطنيٌ، ومَسْؤولـيَّةٌ ووَفَاءٌ تقعُ على عاتقِ الجميعِ، والموتُ في سبيلِه عِزةٌ وكرامةٌ وشهامةٌ وشجاعةٌ ورجولةٌ وشهادةْ. وكيف لا؟ ومصرُ في القلبِ والعينِ وعلى الرأسِ ولا ينكرُ فضلَهَا ودورَهَا إلّا جاحدٌ أو حاقدٌ أو جاهلٌ أو كارهٌ وكيف لا؟ ومصرُ الغاليةُ صَخرةُ الإسلامِ العاتية. مصرُ التي نحبُّهَا ونعشقُهَا، وكيف لا؟ ولقد ذكرَ اللهُ –جلَّ وعلا- مصرَ في القرآنِ مرارًا وتكرارًا، وذكر اسمَهَا صريحةً في أربعةِ مواضعٍ في كتابهِ تشريفًا لهَا وتكريمًا، فقالَ اللهُ -جلّ وعل ((وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ} [يوسف:21]، وقال –سبحانه-: {ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ} [يوسف:99]، وقال –جل وعلا-: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا} [يونس:87]، وحكَى -جل وعلا- قولَ فرعونَ: (أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ} [الزخرف:51].ليس هذا فحسب، بل أشارَ اللهُ –تعالى- إلى مصرَ ولم يصرّحْ باسمِهَا في ثلاثينَ موضعًا مِن القرآنِ الكريم، كقولهِ -جلّ وعلَا-: {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا} [القصص:15]، يعني مصر، وقولهِ -جلّ وعلا-: {وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ} [الأعراف:127]، يعنون مصرَ، وكيف لا؟ ومصرُ –أيُّها الأخيارُ- هي الأرضُ الطيبةُ التي قال ربُّنَا عنها لما طهرَهَا مِن فرعونَ وقومِهِ {كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ} الدخان:25-28. وكيف لا ؟ ومصرُ هي خزائنُ الأرضِ، بشهادةِ ربِّنَا –جلّ وعلا- لمّا قالَ عن يوسفَ -عليه السلام-: { قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} [يوسف:55[.وكيف لا ؟ولم يذكرْ اللهُ -تعالى- قصةَ نهرٍ في القرآنِ إلّا نهرَ النيلِ، قالَ -جلّ وعلا: ))وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ} القصص: ٧، إنّها مصرُ يا سادةٌ: التي قال عنها سيدنُا عمرُو بنُ العاص رضي اللهُ عنه وأرضاهُ: ((ولايةَ مصرَ جامعةٌ تعدلُ الخلافةَ))، يعني: ولايةُ كلِّ بلادِ الإسلامِ في كفةٍ، وولايةُ مصرَ في كفةٍ. وقال الجاحظُ: إنّ أهلَ مصرَ يستغنونَ بما فيهَا مِن خيراتٍ عن كلِّ بلدٍ، حتى لو ضُرِبَ بينها وبينَ بلادِ الدنيا بسورٍ ما ضرَّها. اللهُ أكبر وفي أرضِ مصرَ الربوةُ التي أوَى إليها عيسَى -عليه السلام- وأمُّهُ، قال -جلّ وعلا-: {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ} [المؤمنون:50]، وعلى أرضِ مصرَ ضربَ موسَى بعصاهُ الحجرُ فانفجرَ الماءٌ منه، وانشقَّ البحرُ لهُ، فكان كلُّ فرقٍ كالطودِ العظيمِ.ولقد ضربَ اللهُ -تعالى- بأبطالِ مصرَ أمثلةً في كتابهِ، فمِن المصريين مؤمنُ آلِ فرعونَ البطلُ الثابتُ على الحقِّ الذي قال اللهُ -جلّ وعلا- عنه: {وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ} غافر:28.ومِن المصريين الرجلُ المؤمنُ الذي حذّرَ موسَى -عليه السلام مِن فرعونَ وجنودهِ-: {وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ} [القصص: 20فمصرُ هي أمُّ البلادِ، وهي موطنُ المجاهدين والعُبادِ، قهرتْ قاهرتُها الأممَ، ووصلتْ بركاتُها إلى العربِ والعجمِ سكنَها الأنبياءُ والصحابةُ والعلماءُ.
مصرُ الكنانةُ ما هانتْ على أحدٍ*** اللهُ يحرسُها عطفًا ويرعَاها
ندعوكَ يا ربِّ أنْ تحمِى مرابعَها *** فالشمسُ عينٌ لها والليلُ نجواهَا
مَن شاهَدَ الأرْضَ وأَقْطَارَها *** والنَّاسَ أنـواعًا وأجناسًا
ولا رأى مِصْـرَ ولا أهلها *** فما رأى الدنيا ولا الناسَ
العنصر الثاني من خطبة الجمعة بعنوان : الدفاع عن الأوطان بين الواجب العيني والكفائي وعِظم الجزاء
ثانيًا: الدفاعُ عن وطنِنَا واجبٌ على الجميعِ.
أيُّها السادة: الدفاعُ عن الوطنِ شرفٌ ما بعدَهُ شرفٌ وعزةٌ ما بعدَهَا عزةٌ وكرامةٌ ما بعدَهُ كرامةٌ، والدفاعُ عن الوطنِ يدورُ بينَ الوجوبِ العينِي وبينَ الوجوبِ الكفائِي، كلٌّ في مكانِه ومجالِ تخصصِهِ لننهضَ بوطنِنَا، خاصةً في ظلِّ الظروفِ والتحدياتِ التي تمرُّ بها منطقتُنَا العربيةُ وخاصةً مصرُ الغاليةُ، وكيف لا ؟ والوطنُ وما أدراكَ ما الوطنُ ؟ الوطنُ عطرٌ يفوحُ شذَاهُ وعبيرٌ يسمُو في علاه، الوطنُ وما أدراكَ ما الوطنُ ؟ الوطنُ نِعْمَةٌ عظيمةٌ ومنةٌ كبيرةٌ مِنْ نعمِ اللهِ العَظِيمَةِ الَّتِي لا تُقَدَّرُ بِثَمَنٍ وَلا تُسَاوَمُ بِالأَمْوَالِ وَالأَرْوَاحِ، بَلْ تُبْـذَلُ الأَمْوَالُ لأَجْـلِهَا وَتُرْخَصُ الأَرْوَاحُ فِي سَبِيلِ وَحْدَتِهَا وَالدِّفَاعِ عَنْهَا. الوطنُ وما أدراكَ ما الوطنُ ؟ الوَطَنُ كَلِمَةٌ صَغِيرَةٌ فِي مَبْـنَاهَا، عَظِيمَةٌ فِي مَعْـنَاهَا، كَلِمَةٌ مَا إِنْ تُذْكَرُ حَتَّى تَتَحَرَّكَ لَهَا المَشَاعِرُ وَتَتَفَاعَلَ مَعَهَا الأَحَاسِيسُ، الوطنُ وما أدراكَ ما الوطنُ ؟ الوَطَنُ أغلَى ما يملكُ المرءُ بعدَ دينِه، وما مِن إنسانٍ إلَّا ويعتزُّ بوطنِه؛ لأنَّهُ نشأَ فيه وترعرعَ وتربَّى وشبَّ على أرضهِ وعاشَ حياتَهُ وذكرياتهِ بحلوِهَا ومرِّهَا، الوطنُ وما أدراكَ ما الوطنُ؟ الوَطَنُ موطنُ الآباءِ والأجدادِ، ومأوَى الأبناءِ والأحفادِ، وهو مسقطُ الرأسِ، ومستقرُ الحياةِ، ومِن أجلِهِ نُضحِّي بكلِّ غالٍ ونفيسٍ، وسلُوا مَن تغربَ في بلادِ الغربةِ عن اشتياقِه وحبِّه لوطنِه وكيف أنَّ الوطنَ حياةٌ ما بعدَهَا حياة، والمحافظةُ على الوطنِ مِن الكلياتِ الستِ التي أمرنَا الإسلامُ بالمحافظةِ عليها. الوطنُ وما أدراكَ ما الوطنُ ؟ الوطنُ هو الأمنُ والأمانُ والاستقرارُ والطمأنينةُ، وهو رمزُ الكرامةِ والعزةِ وهو الكيانُ لكلِّ إنسانٍ، وهو الحضنُ الدافئُ الذي نلجأُ إليهِ في أيِّ وقتٍ وحينٍ، لذا حثَّنَا الدينُ على حبِّ الوطنِ والدفاعِ عنهُ ضدَّ الأعداءِ.
لذا لَمَّا كَانَتْ مَحَبَّةُ الوَطَنِ فِي النَّفْسِ عَظِيمَةٌ، وَكَانَ فِرَاقُهُ عَلَى القَلْبِ مُؤْلِمًا، نَجِدُ أَنَّ أَعَدَاءَ الرُّسُلِ وَالأَنْبِيَاءِ يُهَدِّدُونَ أَنْبِياءَهُمْ بِإِخْرَاجِهِمْ مِنْ أَوْطَانِهِمْ وَحِرْمَانِهِمْ مِنْ نِعْمَةِ الوَطَنِ، قَالَ جل وعلا ((وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ } الأعراف 88، وهذَا شُعَيْبٌ –عَلَيْهِ السَّلامُ- قَالَ لَهُ المَلأُ الَّذِينَ استَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ: { لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ }، وَهَذَا نَبِيُّ اللهِ لُوطٌ -عَلَيْهِ السَّلامُ- وَمَنْ مَعَهُ قَالَ عَنْهُمْ قَومُهُمْ {أَخْرِجُوا آَلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ }الأعراف 82، وَقَدْ لاقَى سَيِّدُ أُولِي العَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ هَذَا النَّوْعَ مِنَ الإِيذَاءِ البَلِيغِ، فَهَا هُوَ يَلْتَفِتُ إِلَى مَكَّةَ، وَطَنِهِ الحَبِيبِ إِلَى قَلْبِهِ، { إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا }، قَائِلاً: (مَا أَطْـيَبَكِ مِنْ بَلَدٍ وَأَحَبَّكِ إِلَيَّ، وَلَوْلا أَنَّ قَوْمَكِ أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا سَكَنْتُ غَيْرَكِ) رواه الترمذي، اللُه أكبرُ خاطبُ مكةً المكرمةَـ زادَها اللهُ تكريمًا وتشريفًا إلى يومِ الدينِـ مودعًا إياها وهي وطنُهُ الذي أُخرجَ منه، بكلماتٍ تُؤلمُ القلبَ وتُبكي العينَ بدل الدموعِ دمًا، بكلماتٍ كلّهَا حنينٌ ومحبةٌ وألمٌ وحسرةٌ على الفراقِ، بكلماتٍ كلّهَا انتماءٌ وتضحيةٌ ووفاءٌ وتعلنُ السماءُ حالةَ الطوارئِ ليهبطَ أمينُ السماءِ جبريلُ عليهِ السلامُ بقرآنٍ يُتلى إلى يومِ الدينِ ليجففَ للبنيِّ العدنانِ ﷺ دموعَهُ، وليخففَ عنهُ آلامَهُ فقال جلَّ وعلا:{إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ}القصص: 85)، أي وبحقِّ القرآنِ ليأتي اليومُ ويردُك اللهُ إلى وطنِك و إلى مكةَ التي أخرجوكَ منها فاتحًا منتصرًا وَيَتَجلَّى هَذَا الحُبُّ مِنْهُ ﷺ حِينَ جَلَسَ إِلى وَرَقةَ بنِ نَوفل ابنِ عَمِّ السَّيِّدَةِ خَدِيجَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْها- وَلَمْ يَلْتَفِت ﷺ كَثِيرًا إِلى مَا أَخْبَرَهُ بِهِ مِمَا سَيَتَعرَّضُ لَهُ فِي دَعْوَتِهِ مِنْ مِحَنٍ وَمصَاعِبَ مِنْ قَوْمِهِ، حَتَّى قَالَ لَهُ وَرَقَةُ:(وَلَيتَنِي أَكُونُ مَعَكَ إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ) عِنْدَها قَالَ ﷺ : (أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ؟)، إِنَّهُ الوَطَنُ يا سادةٌ سَكِينَةُ النَّفْسِ، وَرَاحَةُ البَالِ، وَمَجْمَعُ الأَحِبَّةِ، وَمُنْطَلَقُ البِنَاءِ، اسْـأَلُوا عَنْ نِعْمَةِ الوَطَنِ مَنْ فَقَدَهَا، وَانظُرُوا إِلَى قِيمَتِهَا فِي مِيزَانِ مَنْ حُرِمَهَا، تُدْرِكُوا حَقِيقَةَ النِّعْمَةِ، وَعَظِيمَ المِنَّةِ. فحبُّ الوطنِ مِن الإيمانِ والدفاعُ عن الوطنِ شرفٌ وعزةٌ وكرامةٌ وشهامةٌ وشهادةٌ في سبيلِ اللهِ.
بِلاَدِي هَوَاهَا فِي لِسَانِي وَفِي دَمِي ***يُمَجِّدُهَا قَلْبِي وَيَدْعُو لَهَا فَمِي
العنصر الثالث من خطبة الجمعة بعنوان : الدفاع عن الأوطان بين الواجب العيني والكفائي وعِظم الجزاء
ثالثــــًا: شتانَ شتانَ بينَ الوطنيةِ الحقيقةِ وأدعياءِ الوطنيةِ.
أيُّها السادةُ: الوطنيةُ الحقيقيةُ لها متطلباتٌ، وشتانَ شتانَ بينَ الوطنيةِ الحقيقةِ وادعياءِ الوطنيةِ فأنَّ للسهىِ مِن شمسِ الضحَى وأنَّ للثرَى مِن كواكبِ الجوزاءِ، ومتطلباتُ الوطنيةِ الحقيقيةِ كثيرةٌ وعديدةٌ منها على سبيلِ المثالِ لا الحصر: المحافظةُ على أمنِهِ واستقرارِهِ، وعدمُ الاستماعِ إلى الدعواتِ المغرضةِ مِن هنا وهناك للنيلِ مِن دولتِنَا واستقرارِهَا وأمنِهَا، فالأمنُ في الأوطانِ مطلبٌ الكُلُّ يريدُه ويطلبُه، ومَن يسعى لزعزعةِ الأمنِ إنَّما يريدُ الإفسادَ في الأرضِ، وأنْ تعمَّ الفوضَى والشرُ بينَ عبادِ اللهِ، فزعزعةُ أمنِ الأمّةِ وترويعُ الآمنينَ جريمةٌ نكراءُ بشعة فيها إعانةٌ لأعداءِ الإسلامِ على المسلمين، فالأمنُ والأمانُ مِن أَجَلِّ النعمِ التي أنعمَ اللهُ بها علينا؛ لقولِ النبيِ ﷺ كما في حديثِ أبي الدرداءِ رضى اللهُ عنه قال: قال رسولُ الله: ” مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بحذافيرها ” رواه البخاري في الأدب المفرد والترمذي في السنن.
ومِن متطلباتِ الوطنيةِ الحقيقيةِ: عدمُ التعدي على الأموالِ والممتلكاتِ الخاصّةِ والعامّةِ وعدمُ تخريبِ وتدميرِ المنشآتِ العامةِ: فإنَّ مَن يقومُ بذلك الاعتداءِ كان مِن المفسدين الهالكين، يا ربِ سلمْ قال جلَّ وعلا:﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ المائدة: 33.
ومِن متطلباتِ الوطنيةِ الحقيقيةِ: أنْ نعملَ على التنميةِ الشاملةِ في جميعِ نواحي الحياةِ، فالمجتمعاتُ الناجحةُ تقاسُ قوتُها بمدىَ تحقيقِ التنميةِ الشاملةِ فيها سواءٌ التنميةِ الاقتصاديةِ والاجتماعيةِ والتعليميةِ والإيمانيةِ والروحيةِ ، فالركودُ والتضخمُ والكسادُ والبطالةُ والفقرُ والجهلُ والمعاصي أمراضُ شيخوخةٍ تؤديِ إلى انتشارِ الفسادِ في أركانهِ، وانطفاءِ الأملِ بين شبابِه، ومن ثَمَّ تكثرُ الانحرافاتُ اليأسُ والانتحارُ والإحباطُ في المجتمعاتِ ، وهذا يتنافىَ مع ما جاءَ به الإسلامُ. ومِن متطلباتِ الوطنيةِ الحقيقيةِ: المشاركةُ بإخلاصٍ في بنائِه وذلك بإتقانِ العملِ والحرصِ على جودةِ الإنتاجِ فهو سببٌ لتقدمِ الأممِ فكم مِن أممٍ تقدمتْ بسببِ اتقانِهَا للعملِ، وكم مِن أممٍ تأخرتْ بسببِ عدمِ اتقانِهَا للعملِ لذا قال رسولُ اللهِ ﷺ كما في حديثِ عائشةَ أمِّ المؤمنين:(( إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَهُ) رواه البيهقي .
ومِن متطلباتِ الوطنيةِ الحقيقيةِ: المساهمةُ في التفوقِ العلميِّ فالتفوقُ العلميُ سببٌ لتقدمِ الأممِ والشعوبِ فلا سعادةَ ولا فلاحَ ولا تقدمَ ولا رقيَ إلا بالعلمِ، فبالعلمِ تُبنى الأمجادُ، وتُشَيَّدُ الحضاراتُ، وتَسُودُ الشعوبُ، وتقلُ الأمراضُ والأوبئةُ، فالعلمُ هوَ الركيزةُ العظمى لأيِّ نهضةٍ في ماضي التاريخِ وحاضرِه، وحيثُ كانت النهضةُ كانَ التعليمُ، وحيثُ كانَ التعليمُ كانتْ النهضةُ، فكم مِن أممٍ نهضتْ وتقدمتْ وتفوقتْ بسببِ تعليمِها، وكم مِن أممٍ تأخرتْ بسببِ جهلِها، وكم مِن أممٍ سادَ فيها الظلامُ والأمراضُ والأوبئةُ بسببِ جهلِهَا ولا حول ولا قوة إلّا باللهِ .
ومِن متطلباتِ الوطنيةِ الحقيقيةِ: إدراكُ قيمةِ الوطنِ والشعورُ بمكانتِهِ، خاصةً في ظلِّ الظروفِ والتحدياتِ التي تمرُّ بها منطقتُنَا العربيةُ، لذا يجبُ علينا أنْ ننشرَ ثقافَةَ الولاءِ والعطاءِ والفداءِ بين الشبابِ من خلالِ المناهجِ الدراسيةِ، والندواتِ والبرامجِ الإعلاميةِ، فالوطنُ هو السفينةُ التي يجبُ على الجميعِ الحفاظَ عليها حتى تنجو وننجوا معها.فإذا هلكتْ السفينةُ هلكَ الجميعُ وإذا نجتْ السفينةُ نجَا الجميعُ، فحُبُّ الإنسانِ لوطنهِ، وحرصُهُ على المحافظةِ عليه واغتنامِ خيراتِه، إنَّما هو تحقيقٌ لمعنى الاستخلافِ الذي قال فيه ربُّنَا: ((هُوَ أَنشَأَكُمْ مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ))هود:61.
ومِن متطلباتِ الوطنيةِ الحقيقيةِ: حبُّ الوطنِ ويظهرُ هذا في احترامِ أنظمتهِ وقوانينهِ، وفي التشبثِ بكلِّ ما يؤدِّي إلى وحدتهِ وقوتهِ، حبُّ الوطنِ يظهرُ هذا في المحافظةِ على منشآتهِ ومنجزاتهِ، وفي الاهتمامِ بنظافتهِ وجمالهِ، حبُّ الوطنِ يظهرُ في دعمِ منتجاتهِ الصناعيةِ والزراعيةِ والتجاريةِ، حبُّ الوطنِ يظهرُ في إخلاصِ العاملِ في مصنعهِ، والموظفِ في إدارتهِ، والمعلمِ في مدرستهِ، حبُّ الوطنِ يظهرُ في المحافظةِ على أموالهِ وثرواتهِ، حبُّ الوطنِ يظهرُ في المحافظةِ على أمنهِ واستقرارهِ والدفاعِ عنه، حبُّ الوطنِ يظهرُ بنشرِ القيمِ والأخلاقِ الفاضلةِ ونشرِ روحِ التسامحِ والمحبةِ والأخوةِ بين الجميعِ، وأنْ نحققَ مبدأَ الأخوةِ الإيمانيةِ في نفوسِنَا، وأنْ ننبذَ أسبابِ الفرقةِ والخلافِ والتمزقِ، وأنْ نقيمَ شرعَ اللهِ في واقعِ حياتِنَا وسلوكِنَا ومعاملاتِنَا، ففيهِ الضمانُ لحياةٍ سعيدةٍ وآخرةٍ طيبةٍ، وصدق النبيُّ ﷺ إذ يقولُ كما في صحيحِ مسلمٍ مِن حديثِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى)).
ومِن متطلباتِ الوطنيةِ الحقيقيةِ: خاصةً في عصرِ السوشيال ميديا والفيس بوك وغيرهِ: ذكرُ الوطنِ بالخيرِ دائمًا ونشرُ الإيجابياتِ الموجودةِ فيهِ والتغاضِي عن المساوئِ وعدمِ نشرِهَا والدعاءُ لهُ بالرخاءِ والازدهارِ وزرعُ الحبِّ في نفوسِ الأطفالِ منذُ النشأةِ الأُولَى، والحثُّ على الدفاعِ عن الوطنِ ونشرُ قيمةِ هذا العملِ والتأكيدُ على أنَّهُ أمرٌ مقدسٌ.. فإنَّ الوطنَ هو مرآةٌ للفردِ وعندما ينهضُ الوطنُ ينعكسُ ذلك على المواطنِ. …أمَّا الإساءةُ إلى الوطنِ على مواقعِ التواصلِ وعلى الفضائياتِ للنيلِ منهُ فهذه خيانةٌ بشعةٌ وجريمةٌ نكراءُ وخزيٌ وعارٌ وهلاكٌ ودمارٌ دينُنَا منها براءٌ، ولا حولَ ولا قوةَ إلّا باللهِ.………أقولُ قولِي هذا واستغفرُ اللهَ العظيمَ لِي ولكُم
الخطبةُ الثانية الحمدُ للهِ ولا حمدَ إلَّا لهُ وبسمِ اللهِ ولا يستعانُ إلَّا بهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ……أما بعد
أيُّها السادةُ: يا أدعياءَ الوطنيةِ الزائفةِ تمهّلُوا قليلًا !! تفكرُوا قليلًا !! الكلُّ يعرفكُم لا قيمةَ لكُم ولا وزنَ لكُم ولا أهميةَ لكُم، عودُوا إلي رشدِكُم وعقلِكُم قبلَ فواتِ الأوان ، فمصرُنَا الغاليةُ صَخرةُ الإسلامِ العاتية. مصرُ التي نحبُّهَا ونعشقُهَا في حاجةٍ إلى أبطالٍ حقيقين لا وهميين في حاجةٍ إلى الشرفاءِ المخلصين لا المخادعين الأفاكين، فالوطنيُّ مَن يعيشُ لوطنهِ لا مَن يتعيّشُ باسمِ الوطنِ و الوطنيةِ، وشتانَ شتانَ بينَ مَن أخلصَ لدينهِ ووطنهِ وضحَّى بالغالِي والنفيس، وبينَ مَن باعَ وطنَهُ بالغالِي والرخيصِ. وشتانَ شتانَ بينَ الوطنيةِ الحقيقيةِ والوطنيةِ المزعومةِ الزائفةِ.فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ-، وَكُونُوا لِوَطَنِكُمْ هَذَا خَيْرَ بُنَاةٍ، وَلِمُقَوِّمَاتِهِ وَأُسُسِهِ حُمَاةً، رَاعُوا نُظُمَهُ وَقِيَمَهُ، وَأَوْفُوا بِجَمِيعِ حُقُوقِهِ. وقِفُوا صَفًّا واحِدًا فِي وَجْهِ كُلِّ مُرْجِفٍ، وَتَنَبَّهُوا لِسَعْيِ كُلِّ مُفْسِدٍ، اغْرِسُوا فِي أَبنَائِكُمْ حُبَّ الوَطَنِ وَالاعتِزَازَ بِإِنْجَازَاتِهِ الحَاضِرَةِ وَمَجْدِهِ التَّلِيدِ، حَتَّى يُحَقِّقُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَعْنَى المُوَاطَنَةِ الصَّالِحَةِ، فَهُمْ أَمَلُ الوَطَنِ وَبُنَاةُ الغَدِ. فاللهَ اللهَ في الأوطانِ، اللهَ اللهَ في الوطنيةِ الحقيقيةِ، اللهَ اللهَ في مصرَ وأهلِهَا، اللهَ اللهَ في كلِّ غيورٍ محبٍّ لوطنهِ، اللهَ اللهَ في التضحيةِ مِن أجلِ الأوطانِ، اللهَ اللهَ في المحافظةِ على مصرِنَا، اللهَ اللهَ على كلِّ مواطنٍ يعملُ لرفعةِ وطنهِ.حفظَ اللهُ مصرَ قيادة وشعبا من كيدِ الكائدين، وشرِّ الفاسدين وحقدِ الحاقدين، ومكرِ الـماكرين، واعتداءِ الـمعتدين، وإرجافِ الـمُرجفين، وخيانةِ الخائنين.
كتبه العبد الفقير إلى عفو ربه د/ محمد حرز
_______________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف